Empowered live. Resilient nations. عدم املساواة االقتصادية

Transcript

1 Empowered live. Resilient nations. عدم املساواة االقتصادية واالجتامعية يف االردن

2 حقوق الطبع 15 محفوظة لربنامج األمم املتحدة اإلمنايئ جميع حقوق الطبع محفوظة وال يجوز إستنساخ أي جزء من هذا املنشور أو تخزينه يف نظام إسرتجاع أو نقله بأي شكل أو بأية وسيلة إلكرتونية كانت أو آلية أو بالنسخ الضويئ أو بالتسجيل أو بأي وسيلة أخرى بدون الحصول عىل إذن مسبق من برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ أو منظمة األمم املتحدة للطفولة اليونيسف أو حكومة اململكة األردنية الهاشمية. اململكة األردنية الهاشمية رقم اإلبداع يف دائرة املكتبة الوطنية )50/5/15( يتحمل املؤلف املسؤولية القانونية الكلملة عن محتويات هذا العمل وهذا املحتوى ال ميثل رأي دائرة املكتبة الوطنية إن التحليالت والتوصيات بشأن السياسات الواردة يف هذا التقرير ال تعرب بالرضورة عن آراء برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ. فالتقرير منشور مستقل صادر بتكليف من برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ ومنظمة األمم املتحدة للطفولة اليونيسف وهو مثرة جهد تعاوين بذله فريق من اإلستشاريني واملستشارين البارزين.

3 مستويات عدم املساواة يف األردن منخفضة باملقارنة مع املعايري الدولية 99 من األطفال يكملون التعليم األسايس معظم عدم املساواة بالفرص ي فسر من خالل مستوى تعليم رب األرسة التحويالت االجتامعية تخفف عدم املساواة يف الدخل من خالل خفض مقاييس التفاوت يف الدخل بنسبة 4 نقاط مئوية عدم املساواة بني املحافظات ملحوظ بشكل أعىل من عدم املساواة بني املناطق الحرضية والريفية حقق األردن تغطية شاملة تقريبا لخدمات املياه بدون فروق بني مكان اإلقامة أو رشيحة الدخل وأظهر األردن واحد من أدىن معدالت مشاركة النساء يف القوى العاملة يف العامل 3

4 االختصارات: CIJD Chief Islamic Justice Department s دائرة قايض القضاة DHS Demographic and Health Survey املسح السكاين والصحي DoS Department of Statistics دائرة االحصاءات العامة GDP Gross Domestic Product الناتج املحيل االجاميل GE General Entropy عدم اإلنتظام العام HEIS Household Expenditure and Income Survey مسح دخل ونفقات االرسة HOI Human Opportunity Index مؤرش الفرصة االنسانية JLMPS Jordanian Labor Market Panel Survey مسح قطاع تتبع سوق العمل االردين MENA Middle East and North Africa الرشق األوسط وشامل أفريقيا OECD Organization for Economic Cooperation and Development منظمة التعاون االقتصادي والتنمية p.p. Percentage points نقاط مئوية PPP Purchasing Power Parity معادلة القوة الرشائية PSU Primary Sampling Unit وحدة العينات األساسية SPI Spatial Price Index مؤرش األسعار املكاين UMI Upper Middle Income أعىل متوسط الدخل 4

5 قامئة املحتويات 4 االختصارات: 5 قامئة املحتويات: 6 قامئة الجداول: 6 قامئة األشكال: 7 قامئة األطر: 7 قامئة املبادرات: 8 امللخص التنفيذي 8 التشخيص 9 التوصيات 12 األساس املنطقي 14-1 عدم املساواة يف الدخل 15 البيانات واملنهجية 15 البيانات 15 املنهجية 16 بقي عدم املساواة يف االردن منخفضا 21 ولكن يبقى عدم املساواة اإلقليمي مهام 21 الفجوة بني الريف والحرض منخفضة 22 عدم املساواة بني املحافظات هو أعىل بشكل ملحوظ 24 سكان البادية واملخيامت هم من بني األكرث ضعفا 24 الرجال األقل تعليام ممن هم يف مقتبل العمر ويعملون ولديهم عائالت كبرية هم األسوأ حاال 24 الجندر والحالة االجتامعية 25 التعليم 26 النشاط االقتصادي والعمر 26 تكوين األرسة 27-2 الحصول عىل الخدمات 27 تقريبا تغطية شاملة للخدمات األساسية 29 تفاوت محدود فيام يتعلق بالحصول عىل الرعاية الصحية والتعليم 32 3 تكافوء الفرص: األطفال والشباب 32 يعيش معظم األطفال يف رشيحة الدخل األفقر 32 تكافؤ الفرص لألطفال والشباب 34 عدم املساواة يف الفرص 34 الظروف التي تؤثر بتكافؤ الفرص 5

6 36 4 عدم املساواة بني الجنسني 36 أ حجية املساواة بني الجنسني يف األردن 36 إنجازات رائعة يف نتائج التنمية البرشية مشاركة إقتصادية وسياسية متدنية للمرأة خارج املنزل 40 العوائق أمام مشاركة املرأة اإلقتصادية 40 الحوافز االقتصادية تحد من مشاركة اإلناث يف القوى العاملة 42 أعراف التقاليد للجنسني تحد من متثيل املرأة 44 5 التوصيات 46 املراجع 48 املالحق 48 امللحق 1: مؤرشات عدم املساواة 48 نسبة 10 / مؤرش جيني 48 عائلة مقاييس أتكينسون للتفاوت 49 فئة مقاييس عدم اإلنتظام العامة 49 امللحق 2: مؤرش الفرص اإلنسانية 49 حساب نتائج عدم املساواة يف الفرص قامئة الجداول 18 جدول 1: قياسات مختلفة للتفاوت يف الدخل باستخدام مسح دخل ونفقات االرسة لعام 10 جدول 2: تقديرات جيني املختلفة 21 جدول 3: تقسيم الحرض والريف 23 جدول 4: مقاييس عدم املساواة حسب املحافظة 30 جدول 5: املسافة إىل املرافق التعليمية حسب رشيحة الدخل 31 جدول 6: املسافة إىل املرافق الصحية حسب رشيحة الدخل 33 جدول 7: مؤرش الفرص االنسانية والفرص 37 جدول 8: مؤرشات التنمية البرشية يف - األردن ودول مامثلة مختارة 38 جدول 9: مؤرشات التنمية البرشية ملعدالت )نسبة( اإلناث إىل الذكور قامئة األشكال 17 الشكل 1: عدم املساواة يف األردن منخفض وفقا للمعايري الدولية 19 الشكل 2: حصة التحويالت االجتامعية من إجاميل الدخل حسب الرشائح 22 الشكل 3: حصة سكان الحرض والريف حسب رشائح اإلنفاق 24 الشكل 4: عدم املساواة اإلقليمي )معامل جيني )%(( 25 الشكل 5: عدم املساواة بحسب الجندر والحالة االجتامعية لرب األرسة 6

7 25 الشكل 6: عدم املساواة بحسب تعليم رب األرسة 26 الشكل 7: عدم املساواة حسب نوع النشاط والفئة العمرية لرب األرسة 27 الشكل 8: عدم املساواة حسب تكوين االرسة 28 الشكل 9: وصول أفضل للرصف الصحي للسكان األكرث ثراءا 28 الشكل 10: وصول أفضل للطرق والشوارع املنارة للسكان األكرث ثراءا 29 الشكل 11: الوصو إىل أجهزة الكمبيوتر غري متكافئ 32 الشكل 12: معظم األطفال هم فقراء 34 الشكل 13: مؤرش عدم املساواة يف بلدان مختارة 35 الشكل 14: ما يسهم بعدم تكافؤ الفرص يف األردن 39 الشكل 15: املشاركة يف سوق العمل حسب الجنس والتعليم 40 الشكل 16: املشاركة يف سوق العمل حسب الجنس ورشيحة الدخل قامئة األطر 15 االطار 1: منهجية مؤرش أسعار األماكن االطار 2: الفجوات يف مؤرشات جيني املنشورة 32 االطار 3: مؤرش الفرص اإلنسانية 36 االطار 4: االنخفاض يف عدم املساواة بني الجنسني منذ عام 06 قامئة املبادرات 40 املبادرة 1: اسرتاتيجية التشغيل الوطنية 41 املبادرة 2: ابتكارات األردن يف الضامن االجتامعي املشرتك 41 املبادرة 3: فرص عمل جديدة للمرأة 43 املبادرة 4: دفرت العائلة سجل الوصاية 7

8 امللخص التنفيذي التشخيص حقق االردن عىل مدى السنوات العرش املاضية نجاحا يف متابعة اإلصالحات الهيكلية يف التعليم والصحة والخصخصة وتحرير التجارة. كام أدخلت الحكومة األردنية أنظمة للحامية االجتامعية وإصالح الدعم بحيث أوجدت الظروف املالمئة للرشاكة بني القطاعني العام والخاص يف مجال البنية التحتية وعمل اإلصالحات االدارية والتنفيذية عىل الرضيبة. ومع ذلك تواجه البالد تحديات هامة. فهناك استمرار لضعف االقتصاد الكيل بسبب اعتامده عىل استرياد الطاقة وانقطاع إمدادات الغاز املرصي. واتساع نطاق التوترات اإلقليمية يف اآلونة األخرية إىل العراق وسوريا الذي يلقي بثقله عىل االقتصاد األردين من خالل اتساع العجز التجاري وضعف ثقة املستثمرين. وارتفاع البطالة واالعتامد عىل التحويالت املالية من اقتصادات الخليج هو تهديد إضايف الستقرار االقتصاد. وأخريا يواجه األردن تحديات هائلة عىل املدى القصري بسبب اآلثار غري املبارشة للرصاع السوري. أظهر األردن مقاييس منخفضة نوعا ما ملعالجة عدم املساواة باملقارنة مع بلدان أخرى لها ناتج محيل إجاميل مامثل للفرد الواحد. ان عدم املساواة يف األردن اذا ما قيس بنسبة انفاق الفرد كام هو يف مسح دخل ونفقات االرسة يبلغ %33.7 عام 10 حسب معامل جيني. وهذا مامثل يف املستوى ملا هو يف أعضاء منظمة التعاون االقتصادي والتنمية للبلدان املتقدمة يف أوروبا. وهو أدىن بكثري من عدم املساواة يف الدخل يف الواليات املتحدة واململكة املتحدة )والبالغ حوايل %40( وبالتايل أدىن أيضا من نسبة عدم املساواة يف معظم البلدان التي هي قريبة من األردن من حيث الناتج املحيل اإلجاميل للفرد الواحد بلدان الدخل املتوسط املرتفع. تأرجح عدم املساواة يف االردن يف العقود املاضية بشكل كبري ولكنه وصل ألدىن املستويات منذ عام 06. وتبقى مقاييس عدم املساواة عموما متأثرة قليال بالفجوة بني الحرض / الريف ولكن الفروق بني املحافظات تصل اىل 8 من إجاميل عدم املساواة. وعدم املساواة يف الدخل هو أعىل عند قياسه بالدخل أكرث منه باالستهالك. وأيضا التحويالت االجتامعية تخفض مستوى عدم املساواة يف الدخل عن طريق خفض مستوى عدم املساواة يف الدخل بنسبة 4 نقاط مئوية. الرجال العاملني األقل تعليام والذين يف مقتبل العمر ولديهم عائالت كبرية هم األسوأ حاال. يواجه األردن فجوة معكوسة يف عدم املساواة بني االرس التي يعولها الذكور واألرس التي تعولها إناث: أكرب نسبة من الفئات الدنيا يف توزيع الدخل هو من األرس التي يعولها الذكور )90 يف املئة(. ويظهر التعليم والدخل عالقة منطية: الفئات األفقر لديها أرباب ارس أقل تعليام. وتتواجد األرس الكبرية بشكل أوسع يف الرشيحة ذات الدخل األدىن: أكرث من ثلثي األرس يف الفئة الدنيا من الدخل لديها ثالثة أطفال أو أكرث. وأكرث من نصف السكان الذين تقل أعامرهم عن 15 سنة يعيشون يف أفقر فئتني من الدخل. وبعبارة أخرى يعيش 400 ألف طفل ممن أعامرهم أقل من 5 سنوات يف األرس املوجودة يف أفقر فئتني من الدخل. وتزداد األرقام بالنسبة لألطفال األكرب سنا حيث حوايل 500 ألف طفل من أعامر 14-6 سنة يعيشون يف أفقر رشيحتني من الدخل. والوضع أفضل بالنسبة للشباب - أي األفراد من أعامر بني 15 و 24 سنة ممن يرجح أكرث أن يعيشوا يف الرشائح األفضل حاال. وحقيقة أن نصف شباب املستقبل سيأتون من أفقر الفئات )أفواج الشباب من أعامر 6-14 سنة سيصلون لسن املراهقة يف السنوات املقبلة( وديناميكيات السكان التي تضيف قسام أكرب من الشباب األضعف هو ما ي شاهد اآلن وما يلزم معالجته من قبل صانعي السياسات. 8

9 التوصيات لقد حقق األردن تغطية شاملة تقريبا وتوافرا جيدا لخدمات املياه من دون متييز بني أماكن اإلقامة ورشيحة الدخل. وتوزعت الظروف املعيشية بالتساوي متاما بني أماكن السكن ورشائح الدخل ووصلت خدمات املياه األساسية لجميع األرس تقريبا يف األردن. وباملقابل يبدو أن الوصول إىل املرافق الصحية يتفاوت حسب رشائح الدخل مع وصول أقل لشبكة الرصف الصحي واملراحيض الخاصة للفئات املوجودة يف الرشائح األشد فقرا. وعالوة عىل ذلك مل يتأثر الوصول للمرافق التعليمية والطبية كثريا بحسب رشائح اإلقامة أو الدخل. ويضاهي الوضع الصحي والتعليمي للمرأة يف األردن أفضل ما لدى البلدان النامية األخرى. وأيضا وضع املرأة الصحي والتعليمي يف األردن يقارن إيجابيا مع وضع الرجل األردين. وهذه املساواة تناقض بشدة األوضاع يف رشق وجنوب آسيا ودول جنوب الصحراء األفريقية. ولكن مقابل االستثامرات يف الحصول عىل التعليم األسايس والرعاية الصحية والتي ينظر اليها كحقوق عاملية فان النتائج يف سوق العمل ويف الحياة السياسية ال تزال إىل حد كبري خاضعة للمفاضلة واالختيار الفردي ولفرص املشاركة يف الحياة االقتصادية والسياسية. ويظهر األردن كأحد أقل البلدان يف العامل يف معدالت مشاركة املرأة يف القوى العاملة. ان معدالت مشاركة املرأة يف سوق العمل هي ثلث مشاركة الرجال يف املتوسط. وأيضا الفجوة بني الجنسني يف املشاركة يف السوق هي أعىل بشكل ملحوظ بالنسبة للنساء األكرث ضعفا أي ذوات التعليم املتدين أو ممن يف الرشيحة األفقر. و«فجوة الحالة االجتامعية«يف املشاركة يف القوى العاملة )الفرق النسبي يف املشاركة يف القوى العاملة بني النساء املتزوجات وغري املتزوجات( كبرية. ولكن بغض النظر عن الحالة االجتامعية فان املرأة األردنية تطمح للعمل. ويبقى عدم املساواة منخفضا فيام بني املناطق الجغرافية كام هو مبني يف القسم 1. ليس هناك فروق جذرية يف مستويات عدم املساواة بني املحافظات أو بني املناطق الحرضية والريفية. 1 لكن التحليل األعمق ملساهمة التحويالت االجتامعية بإجاميل الدخل يظهر أن تحويالت الحامية االجتامعية ليست موجهة ككل ألشد الناس فقرا. ومن أجل تقليل عدم املساواة يجب تعزيز برامج الحامية االجتامعية املستهدفة بشكل صحيح ليك تصل اىل الفقراء بطريقة أكرث كفاءة. وتشمل هذه الربامج بدون حرص أدوات املساعدة االجتامعية املجربة أي الربامج التي تأخذ يف االعتبار الرثوة قبل التحويالت لتحديد األهلية. وبينام تكون لهذه الربامج صيغ محددة بكل بلد فان عدد من املؤرشات تظهر يف العادة مرتبطة بالفقر واالقصاء االجتامعي وتكوين األرسة مبا يف ذلك وجود األطفال. ويجب وضع مزيد من اإلصالحات نحو برامج الحامية االجتامعية املوامئة للطفل. وحقق األردن تغطية شاملة تقريبا وتوافرا جيدا لخدمات املياه بدون متييز بني مكان اإلقامة ورشيحة الدخل )انظر القسم 2(. وباملثل توزيع الوصول للمرافق الصحية والتعليمية كان بالتساوي بني فئات الدخل. ولكن مع وجود بعض الفروق من حيث الحصول عىل الخدمات الصحية والتعليم قد يكون هناك بعض املسائل املتعلقة بجودة الخدمات ال يكشفها هذا التقرير نظرا ملحدودية املعلومات املدرجة يف البيانات. وبالنظر اىل أن األردن يبدو لديه مقدرة شمولية للوصول لخدمات التعليم والصحة فان املرء يجب أن يركز عىل جودة تقديم الخدمة املقدمة ملختلف املناطق الجغرافية ورشائح الدخل. من ناحية أخرى فان الوصول لبعض الخدمات مثل الرصف الصحي وشبكة الطرق وإنارة الشوارع والربط )الهواتف املحمولة واإلنرتنت( يبدو أنه متفاوت يف التوزيع عرب رشائح الدخل. وبالتايل يجب أن تركز الربامج التي تؤكد الحصول عىل الخدمات والربط عىل مجموعة - 1 يجب أن ال يغفل املرء أن التقرير الحايل يستخدم بيانات من مسح دخل ونفقات االرسة يف عام 12 والذي شمل بيانات عن االرس من عام 09. وال ميكن تحليل تأثري أزمة 08 باستخدام مسح دخل وانفاق االرسة لعام 10. 9

10 فرعية من الخدمات ليتم ايصالها وهي خدمات الرصف الصحي وخدمات النقل الجيد ملن هم غري مخدومني جيدا. وباإلضافة إىل أن خدمات االتصال تشهد منوا انظر مثال انتشار الهواتف املحمولة يف الهند مثال وأثره عىل حدوث النمو والتنمية االقتصادية والتي ينبغي التأكيد عىل تعزيز منوها أكرث لصالح الفقراء. ويرتفع معدل تواجد األطفال والشباب يف رشيحة الدخل الدنيا ولكن عدم تكافؤ الفرص - الحصول عىل الخدمات األساسية والتعليم يبقى منخفضا )انظر القسم 3(. يعيش أكرث من نصف األطفال يف األردن يف أرس من أفقر رشيحتني يف توزيع الدخل. لكن عدم املساواة يف الوصول إىل املدرسة وكذلك االلتحاق باملدارس والتحصيل املدريس منخفض. ويبني القسم 3 أن تفاوت الفرص لألطفال والشباب تعتمد كثريا عىل تعليم رب األرسة وكذلك املكان الذي يأيت منه الطفل )يف الحرض مقابل الريف(. وبالتايل يجب عىل األردن الرتكيز عىل تنفيذ برامج تهدف إىل ايصال نوعية عالية من التعليم اىل املناطق النائية والرتكيز عىل الدروس الخصوصية لألطفال الذين ال يستطيع آباءهم مساعدتهم عىل أداء الواجبات املدرسية. الوضع الصحي والتعليمي للمرأة يف األردن يضاهي ما يف البلدان النامية األخرى ولكن مشاركة املرأة يف الحياة العامة محدودة جدا )انظر القسم 4(. الوضع الصحي والتعليمي للمرأة يف األردن يقارن إيجابيا مع وضع الرجل األردين. ولكن باملقارنة مع االستثامرات يف الحصول عىل التعليم األسايس والرعاية الصحية والتي ينظر لها باعتبارها حقوقا عاملية فان النتائج يف سوق العمل ويف الحياة السياسية تبقى إىل حد كبري نتيجة للتفضيل واالختيار الفردي وفرص املشاركة يف الحياة االقتصادية والسياسية. ويظهر األردن احد أدىن املعدالت العاملية ملشاركة املرأة يف القوى العاملة. ومام يثري القلق أيضا حقيقة أن الفجوة بني الجنسني قد ساءت منذ عام 06 كام لوحظ من قبل املنتدى االقتصادي العاملي )14(. ويف ضوء هذا التقرير ينبغي تناول ثالث نقاط حسب األولوية: )1( توفري برامج شبكات األمان التي تستهدف الفقراء )2( توفري الحوافز لتعزيز مشاركة املرأة يف القوى العاملة و )3( توفري إطار عمل لشمول منتظم للنساء يف الصعيد السيايس والحياة اليومية. أوال يجب تعزيز شبكات األمان املستهدفة للفقراء. يبدو أن األردن ينفق جزءا كبريا من ميزانيته للرعاية االجتامعية عىل برامج ال تستهدف عىل وجه التحديد الفقراء ويجب أن يركز عىل برامج املساعدة االجتامعية ملساعدة الفقراء بالنهوض بأنفسهم للخروج من مأزق الفقر. وتشمل هذه الربامج برامج الوسائل املجربة والتي تشمل تدخالت بوسائل بديلة مجربة. ويف مثل هذه الحاالت يتم تحديد أهلية الربنامج عىل أساس خصائص السكن واالرسة: تكوين األرسة مبا فيه عدد األطفال وتوزيعهم وخصائص رب األرسة )تعليمه ووضع نشاطه وعمره( وخصائص الزوج والسكن وملكية األصول. ثانيا يلزم وضع حوافز اقتصادية لزيادة املشاركة يف القوى العاملة. ان الدور املتقلص للقطاع العام امل راعي لألرسة يف سوق العمل األردين ساهم بقوة يف زيادة عدم املساواة بني الجنسني ويف أوقات االنكامش االقتصادي يحتاج القطاع الخاص ليكون منظام بطريقة تقدم نفس املزايا التي كان القطاع العام يقدمها سابقا من أجل النجاح يف جذب النساء. إضافة إىل أننا رأينا أن املرأة املتزوجة كانت فرص مشاركتها أقل بكثري يف سوق العمل وذلك ألن معظمهمن لديهن عبء رعاية األطفال: وكلفة وتوافر بدائل الرعاية النهارية هي عنرص مهم يف قرار مشاركتها يف القوى العاملة. ويجب وضع خيارات الرعاية النهارية املناسبة يف الصدارة. وأخريا حتى عندما تعمل النساء فإنهن غالبا يواجهن عدم املساواة يف مكان العمل. ويجب أن تسري اسرتاتيجيات جذب املرأة للعمل جنبا إىل جنب مع سياسات تشجيع النساء عىل العمل. 10

11 ثالثا األعراف التقليدية للجنسني تحد من متثيل املرأة. ان تصورات دور املرأة يف املنزل والتعليم والتوظيف والسياسات هي بوضوح تصورات أكرث تقليدية من املعدل العاملي. ان طبيعة األعراف الجندرية واإلطر القانونية وهيكلية االقتصاد األردين تؤثر بقوة يف حوافز وأفضلية وفرص وقدرة املرأة عىل املشاركة يف العمل مبا يف ذلك ودون حرص قوانني الوصاية التي تقيد حركة املرأة وخياراتها املهنية. وقد قام األردن بتجربة عدد قليل من الربامج لزيادة متثيل املرأة ولكنها كانت بعيدة كل البعد عن تغطية جميع املوضوعات التي يلزم معالجتها. 11

12 األساس املنطقي يكاد يكون من املستحيل ايجاد بلد واحد حاليا أو يف أي وقت من التاريخ يتمتع فيه جميع املواطنني باملساواة الكاملة. واألردن ليس استثناءا. وهذا يدفعنا للسؤال ملاذا يقلق أي شخص من عدم املساواة إذا كانت هذه حقيقة من حقائق الحياة. هناك ثالثة أسباب قاهرة لهذا القلق من عدم املساواة. يف البداية هناك مجموعة متزايدة من األدبيات التي تدعم الرأي القائل بأن عدم تكافؤ الفرص يسهم بجزء كبري من عدم املساواة يف النتائج التنموية داخل البلدان وفيام بينها. فاألردين املولود ألبوين غنيني ومتعلمني يكون متميز عن األردين املولود آلبوين فقريين وغري متعلمني. ثانيا يكون للمستويات الكبرية من عدم املساواة تأثريات سلبية كبرية عىل رفاهية اإلنسان واملجتمع وخاصة إذا ارتبطت عدم املساواة أو ف هم أنها ترتافق مع الفساد. وأخريا وليس آخرا من املسل م به عىل نحو متزايد أن املجتمعات التي بها مساواة أكرث تنمو أرسع من املجتمعات غري املتكافئة مام ينايف وجهة النظر طويلة األمد بأنه مع الصرب ستكون مثار التنمية ضئيلة يف نهاية املطاف. وبالتايل فان القلق من عدم املساواة له ما يربره عىل أسس أخالقية وتنموية. وعىل مدى السنوات العرش املاضية تابع األردن بنجاح اإلصالحات الهيكلية يف التعليم والصحة والخصخصة وتحرير التجارة. باإلضافة لذلك أدخلت الحكومة األردنية نظم الحامية االجتامعية وإصالح الدعم وخلق الظروف املالمئة لرشاكات القطاعني العام والخاص يف مجال البنية التحتية واإلصالحات الرضيبية مبا يف ذلك إدارة الرضيبة وانفاذها. ومع هذا تواجه البالد تحديات هامة. يستمر الضعف يف االقتصاد الكيل بسبب االعتامد عىل استرياد الطاقة وانقطاع إمدادات الغاز من مرص. باإلضافة اىل التوترات اإلقليمية وتوسع نطاقها يف اآلونة األخرية إىل العراق وسوريا والتي تلقي بثقلها عىل االقتصاد األردين من خالل اتساع العجز التجاري وضعف ثقة املستثمرين. وارتفاع البطالة واالعتامد عىل التحويالت املالية من اقتصادات الخليج هو تهديد إضايف لالستقرار االقتصادي. وأخريا يواجه األردن تحديات هائلة عىل املدى القصري بسبب اآلثار غري املبارشة لألزمة السورية: فقد أجرب تدهور الوضع األمني واإلنساين يف سوريا مئات اآلالف من السوريني إىل الفرار والبحث عن ملجأ يف الدول املجاورة وعاىن األردن بشكل خاص من هذا التدفق للسكان. وشهدت املحافظات الشاملية والوسطى من اربد واملفرق والزرقاء أكرب تدفق لالجئني بالنسبة ملجموع السكان مام أدى لزيادة الطلب عىل الخدمات العامة: التعليم والصحة والرصف الصحي والكهرباء الخ. والغرض من هذه الدراسة هو تقديم فهم أفضل لعدم املساواة يف األردن بأبعاده املختلفة. تم ذلك من خالل النظر أوال يف عدم املساواة يف الدخل ومحاولة فصل البعد الشمويل واملكاين للتفاوت عن طريق وضع األردن يف سياقه اإلقليمي وبالخوض يف البنية املعقدة للتفاوت املكاين. ويكشف هذا الجزء من الدراسة بعض مالمح عدم املساواة يف جميع أنحاء املناطق الحرضية والريفية وكذلك بني املحافظات )القسم 1(. ثم تم استكامل الصورة حول عدم املساواة يف الدخل عن طريق تقدير عدم املساواة غري النقدي والنظر أساسا يف عدم املساواة من ناحية ملكية األصول والحصول عىل الخدمات )القسم 2(. وعدم املساواة يف الرثوة والحصول عىل الخدمات والذي يؤدي اىل عدم املساواة يف الفرص األمر الذي يؤكد أهمية التحليل املعمق لعدم تكافوء الفرص التي يواجهها األطفال )القسم 3( والنساء )القسم 4(. وتركز هذه األقسام عىل التعليم والصحة واملشاركة يف سوق العمل واالقصاء االجتامعي. وبالفهم األفضل لطبيعة عدم املساواة فان الجزء األخري من الدراسة يقدم بعض املؤرشات األولية عىل السياسات التي ميكن أن تكون فعالة للحد من عدم املساواة )القسم 5(. وظاهرة عدم املساواة هي ظاهرة متعددة األبعاد وسينظر هذا التقرير للعديد من أبعادها: عدم املساواة يف الدخل وتفاوت الحصول عىل الخدمات وعدم املساواة يف الفرص. ان دراسات االقتصاد الكيل التي تتناول عدم املساواة االقتصادية أو توزيع الدخل يف األردن قليلة. وركزت الدراسات املبكرة عىل قياسات عدم املساواة االقتصادية الشاملة يف األردن متجاهلة تحليل املجموعات إقليميا أو اجتامعيا ودميوغرافيا )عساف 1979 صامدي وآخرون 1990(. وهناك املزيد من الدراسات الحديثة باستخدام بيانات دقيقة تحلل مصادر الدخل للنظر يف بواعث عدم املساواة )آدمز 1998( والعوامل املؤثرة يف توزيع الدخل )الخرابشة 01( والتحقيق يف عدم املساواة اإلقليمي )شحاتيت 06(. إضافة إىل أن بعض الدراسات حول عدم املساواة قد تناولت اختالل التوازن بني الجنسني 12

13 الرجل واملرأة ودور األعراف )املعايري( يف منطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا تجاه الجندر )البنك الدويل 13 أسعد وآخرون.)12 أوال تم استخدام ثالثة قياسات لعدم املساواة يف الدخل: الدخل واالستهالك والرثوة. وبينام يشري الباحثون لعدم املساواة يف الدخل عند قياس عدم املساواة النقدي فانه ال يوجد اتفاق يف دراسات عدم املساواة عىل أن "الدخل" يجب أن يكون هو الدخل املتعارف عليه عىل اإلطالق مع أن عدم املساواة يف الدخل باستخدام مصطلح الدخل هو املقياس األكرث شيوعا يف االستعامل وذلك يرجع أساسا اىل أن البيانات املوجودة فيه هي األكرث شموال. لكن لغرض قياس مدى تأثري عدم املساواة عىل املجتمع رمبا يكون هو أقل املقاييس الثالثة اهمية. ان عدم املساواة يف االستهالك أيضا رغم صعوبة قياسه يقدم بديال أفضل عن الرعاية االجتامعية ذلك ألن مستوى معيشة الناس يعتمد عىل كمية السلع والخدمات التي تستهلك وليس عدد الدنانري األردنية التي تكون يف حزمة أجورهم. ويعتقد أيضا أن االستهالك يقلل من املنفعة الحدية مبعنى أن الشخص األفقر سيقدر الوحدة اإلضافية من االستهالك أكرث من تقدير شخص آخر أكرث ثراءا. والرثوة هي أيضا مقياس مهم ألنها ميكن أن تكون موروثة بعكس الدخل. فعند زيادة عدم املساواة يف الرثوة فان عامل امليالد عىل سبيل املثال يصبح محددا متزايد األهمية ملستويات املعيشة. وبينام يقدم هذا التقرير عدم املساواة النقدي باستخدام كل من الدخل واالستهالك فإنه يركز عىل األخري فقط. 2 كثري من الناس يعتقدون بأنه يجب النظر اىل االستهالك أو االنفاق بدال من الدخل باعتباره املؤرش الحقيقي عىل مستوى املعيشة )ميالنوفيتش 07(. ان عدم املساواة يف االستهالك رغم صعوبة قياسه يقدم بديال أفضل من الرعاية االجتامعية. وذلك ألن مستوى معيشة الناس يعتمد عىل كمية السلع والخدمات التي يستهلكونها وليس عدد الدنانري األردنية يف حزمة أجورهم. والصعوبة باستخدام الدخل السنوي لقياس عدم املساواة هي أنه إذا كان شخص مير بدورة حياة مسار للدخل )مبعنى دخل ملدة عام( فان لقطة )مشهد( من الدخل السنوي يشري لتفاوت أكرب مام هو موجود فعال يف الواقع مقارنة مع الدخل الدائم. إضافة إىل أن الناس قد ميرون بالعديد من التغيريات االنتقالية يف الدخل قد - 2 لن نأخذ الرثوة بسبب مسائل املنهجية ومحددات البيانات. تجعل توزيع الدخل السنوي يشري لتفاوت أعىل مام هو موجود فعال )فيرش وآخرون 12(. ولذلك اقرتح االقتصاديون بأن االستهالك عند وجوده وقياسه بدقة قد يكون مؤرشا أكرث مالءمة عىل الدخل الدائم. ان عدم املساواة بالدخل قد يتم قياسه باستخدام مجموعة من املؤرشات التقليدية: معامل جيني واتكينسون ونسب األعشار ومؤرشات التوزيع غري املنتظم العامة. ثانيا ننظر للتفاوت يف الحصول عىل الخدمات. وبقياس عدم املساواة يف الدخل نركز فقط عىل جانب الطلب من املشكلة: فكيف تكون األرس غري متكافئة عندما يتعلق األمر بكمية األموال التي ميكنها انفاقها كل شهر ومع ذلك فاألرس ذات الدخل املتامثل - وبالتايل "متكافئة" اقتصاديا - ميكن أن تواجه جوانب أخرى غري متشابهة بتاتا. فقد تعيش يف قرية ريفية وتكون قادرا عىل الدفع للتعليم الثانوي ولكن ليس هناك أية منشأة تعليمية. وقد تعيش يف األحياء الفقرية وتكون قادر عىل الدفع للكهرباء ولكن البلدية ال توصل الخدمات لالسكانات غري القانونية خارج حدودها اإلدارية. وبالتايل فان قياس الحصول عىل الخدمات يقارب قيود عدم املساواة املفروضه من جانب االمداد. ثالثا نحن نركز عىل عدم املساواة يف الفرص. باستخدام مؤرش الفرص اإلنسانية نحاول قياس كيف أن الظروف الشخصية - مثل مكان الوالدة والجندر وخصائص رب األرسة وتكوين األرسة الخ تؤثر يف احتامل وصول الطفل إىل الخدمات الرضورية للنجاح يف الحياة )التعليم يف الوقت املناسب توافر املياه أو الرصف الصحي وغريها(. وباستخدام عدم املساواة يف الفرص ميكننا أن نحسب كيف أن عدم املساواة يف الفرص لنقل مثال للفتاة التي نشأت يف أرسة م عالة من احد الوالدين يف الريف االردين من أم غري متعلمة مقارنة مع صبي نشأ يف أرسة حرضية كال والديه متعلمني فوق التعليم الثانوي. وأخريا فإننا نخوض يف عدم املساواة بني الجنسني. ان عدم املساواة بني الجنسني ينظر له من زاويتني: )1( عدم املساواة يف الفرص املتاحة للفتاة - الحصول عىل التعليم والصحة و )2( عدم املساواة يف النتائج لها كامرأة - مشاركتها خارجيا يف سوق العمل ومشاركتها يف املجتمع املدين الخ. وحددنا العوائق الرئيسية التي تواجه النساء عند رغبتهن يف املشاركة يف املجتمع والنظر مبا تم عمله لتقليل عدم املساواة بني الجنسني. 13

14 والبيانات املستخدمة يف هذا التقرير تأيت من ثالثة مصادر رئيسية. أوال يتم البحث يف عدم املساواة يف الدخل وعدم املساواة يف الفرص باستخدام البيانات الخام من أحدث جوالت مسح دخل ونفقات األرسة لسنة 08 وسنة 10. ثانيا تستمد معظم تقديرات النتائج الصحية من دراسات تستخدم مسح السكان والصحة األرسية لعام 12. وأخريا تم أخذ بيانات املقارنات الدولية من مؤرشات التنمية العاملية الصادرة عن البنك الدويل. - 1 عدم املساواة يف الدخل هناك اهتامم متزايد يف أدبيات االقتصاد بدراسة توزيع الدخل لتربير أو تقييم األداء والسياسات االقتصادية. ولفهم ما تبدو عليه رضوف الحياة يف بلد ما ال يكفي معرفة نصيب الفرد من الدخل أو النسبة املئوية من الفقراء وذلك ألن نوعية الحياة يف البلد تعتمد أيضا عىل كيفية توزيع الدخل. ويف معالجة عدم املساواة االقتصادي اإلقليمي يف األردن يفرتض هذا القسم أن الدخل هو مقياس مبارش لرفاه الفرد واألرسة. وللمقارنات الدولية ومقارنة الفرتات الزمنية يستخدم هذا القسم القيم الحقيقية إلنفاق الفرد. وللمقارنة داخل البلد يتم تعديل القيم الحقيقية حسب التغريات يف تكاليف املعيشة بني املحافظات باستخدام منهجية مؤرش األسعار املكانية. ولحساب اإلنفاق الفردي املعدل يتم تقسيم اإلنفاق الحقيقي عىل عدد أفراد األرسة ومن ثم تقسيمه عىل مؤرش األسعار املكاين املناسب )انظر اإلطار 1 للحصول عىل وصف املنهجية(. ملاذا عدم املساواة أمر مهم هو مهم يف الغالب ألن املستويات العالية من عدم املساواة ميكن أن تعيق النمو يف املستقبل وبالتايل تعيق تقليص الفقر. ان اخفاق القروض ومخاطر السوق هام أسباب لعدم املساواة. فاملعيقات لقروض الفقراء متيل ألن تكون منتجات إستثامر ذات فائدة هامشية عالية مع األخذ بعني اإلعتبار رأس املال القليل الذي ميلكونه باإلضافة اىل عدم قدرتهم عىل استغالل فرص االستثامر. وميكن للتفاوت املرتفع يف الدخل أيضا أن يدفع للرصاع االجتامعي وعدم استقرار االقتصاد الكيل ويعيق اإلصالحات املعززة للكفاءة التي تتطلب تعاونا وثقة. وعدم املساواة املرتفع بالتايل هو رضبة مزدوجة آلفاق الحد من الفقر: فهو ينطوي عىل منو أقل وهو يعني أن النمو هو أقل فائدة للفقراء. إن اإلقصاء االجتامعي والتمييز والقيود املفروضة عىل الهجرة ومعيقات التنمية البرشية وعدم الحصول عىل التمويل والتأمني والفساد والتأثري املتفاوت لإلجراءات العامة كلها مصادر لعدم املساواة التي تحد من آفاق النهوض االقتصادي بني قطاعات معينة من السكان وبالتايل استدامة الفقر يف املستقبل. وتشري األبحاث الحديثة ألهمية وجود بعض عدم املساواة يف املناطق الجغرافية واملحظوظة أساسا. ان العيش يف منطقة محظوظة جيدا سيعني يف بعض األحيان أن األرسة الفقرية ميكنها االفالت من الفقر يف نهاية املطاف بينام ارسة مامثلة تعيش يف منطقة فقرية ميكن أن تشهد ركود أو حتى ترتاجع باملطلق. مثل مصائد الفقر هذه هي واحدة من أسباب أن بعض املناطق الفقرية يف الغالب تشهد منوا أقل من املتوسط وتبقى بالتايل فقرية. وتنبع عدم املساواة أيضا من عدم املساواة يف تنمية املوارد البرشية. وبزيادة العائدات عىل التعليم فان تحرير أسواق العمل يزيد من الحوافز للعمل واكتساب املهارات. لكن الناس الذين لديهم تعليم ضئيل نسبيا وأصول قليلة أو وصول منخفض للحصول عىل القروض هم أقل قدرة عىل االستجابة لهذه الحوافز. والحرمان الذي يواجهونه يف هذه املجاالت يعني بأنهم يف وضع أقل جودة لالستفادة من الفرص التي تطلقها اإلصالحات املوجهة نحو السوق. وتم تنظيم بقية هذا القسم عىل النحو التايل. أوال تم مناقشة البيانات واملنهجية. ثانيا تم مقارنة تقديرات عدم املساواة يف األردن مع قيم عدم املساواة لبلدان مامثلة يف أنحاء العامل وعرب منطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا. ثالثا تم تحليل الفجوة بني الريف والحرض والتحقيق يف عدم املساواة يف جميع محافظات األردن االثني عرش والنظر يف تقارب أو تباعد متوسط اإلنفاق للمحافظة بني الحرض والريف. ثم يركز هذا القسم عىل عدم املساواة يف املناطق األكرث فقرا يف األردن لفهم طبيعة عدم املساواة بني الفقراء وكيف أن عدم املساواة املنخفض ميكن أن يرتافق مع الفقر املرتفع. وأخريا يركز النقاش حول عدم املساواة والخصائص االجتامعية واالقتصادية لألرسة ورب األرسة. 14

15 البيانات واملنهجية البيانات يتناول هذا القسم البيانات الخام التي قدمها مسح دخل ونفقات األرسة لعام 08 وعام 10. تقوم دائرة اإلحصاءات العامة بهذا املسح حيث يتم اجراء املسح األرسي كل بضع سنوات ويغطي عينة من حوايل أرسة ويجمع االستهالك مرة واحدة لكل ربع سنة. ويستند تصميم عينة مسوحات عامي 08 و 10 عىل التعداد السكاين لعام 04. ويشمل إطار العينة 1735 منطقة عينات موزعة بني املناطق الحرضية )1324 وحدة( واملناطق الريفية )411 وحدة(. والعينة هي عشوائية طبقية متعددة املراحل مكونة من أرسة وممثلة عىل املستوى الوطني واملحافظات. والعينة الرئيسية طبقية بحيث تكون املناطق الحرضية والريفية هي طبقات مستقلة ذاتيا. وتم تقسيم كل طبقة )حرض أو ريف( لطبقات داخلية )محافظات(. وتم اختيار وحدات املعاينة األولية بشكل منتظم باستخدام فواصل عينات وبداية عشوائية. وباستخدام الخرائط تم تقسيم هذه املناطق أيضا اىل مناطق فرعية بشكل قطع كل قطعة اختريت عشوائيا من كل منطقة. تم اعتبار معظم األسئلة املشرتكة بني املسحني قابلة للمقارنة ألغراض حساب مجاميع النفقات. االطار 1: منهجية مؤرش أسعار املكاين يقيس مؤرش أسعار املكاين فروق السعر بني األقاليم ويف الحالة األردنية بني املحافظات ويعدل املؤرش استهالك كل ارسة حسب املتوسط الوطني للتأكد بأن الفروق يف كلفة املعيشة يف كل محافظة يتم أخذه بالحسبان. وهذه املنهجية مامثلة لفروق القوة الرشائية التي تحسب الفروق يف األسعار يف مختلف أنحاء البالد. ولنفرض أن فردين أحدهام لديه 0 دينار يف عامن واآلخر لديه 150 دينار يف البلقاء ولنفرض أن سلة السلع تكلف 100 دينار يف املتوسط يف االردن فهي تكلف 110 يف عامن وتكلف 90 دينار يف البلقاء. فيكون اذن الثمن أعىل للحصول عليها يف عامن مام هو يف البلد ككل بينام املواطن يف البلقاء سيشرتي نفس السلة األساسية بنقود أقل. 3-3 استخدمت نفس منهجية مؤرشات أسعار األماكن من قبل دائرة االحصاءات العامة لحساب الفقر رسميا وتقديرات الض عف )التعرض( للجداول األخرية من البيانات املعالجة حتى اآلن أي 08 و 10. بدون تعديل السعر مع مؤرش أسعار املكاين فان الدخل لكال الفردين سيكون 0 دينار و 150 دينار. واذا استخدمنا معامل تعديل السعر فان الفرد يف عامن لديه اآلن 0 دينار* 110/100 = 181 والفرد يف البلقاء لديه 150 دينار* 90/100 = 167. الفروق ليست شاسعه وعدم املساواة هو أقل. املصدر ملؤرش أسعار املكاين: =detail.asp?ID واقترصت عينة األرس املستخدمة يف هذا التحليل عىل األرس التي توفرت عنها معلومات اإلنفاق يف جميع الزيارات األربع. وبذلك أصبح الرقم اإلجاميل لعدد األرس يف عام 08 و يف عام 10. وهذا للتأكد بأن البيانات حول أمناط اإلنفاق هي أقرب إىل الواقع قدر اإلمكان: مع أربع مشاهدات تغطي موسمية النفقات مع األخذ بعني االعتبار أن النفقات غري املتوقعة )املرض الزواج الخ( قد متت تسويتها وأخذ متوسطاتها. والتشخيص والتوصيات املستخلصة يف هذا التقرير تعكس بالتايل الوضع يف األردن كام يف عام 09. كانت أحدث البيانات املتاحة لهذا التحليل من مسح دخل وانفاق االرسة لعام 10 والتي جمعت معلومات من االرس االردنية طوال عام 09. وبالتايل يجب الحذر عند قراءة التشخيص والتوصيات الواردة بهذا التقرير ألن الوضع منذ عام 09 قد تغري خاصة مع تدفق الالجئني من الدول املجاورة. املنهجية يستخدم هذا القسم لقياس تفاوت الدخل مجموعة واسعة من مقاييس وفئات عدم املساواة. فهو يعرض يف البداية معامل جيني وهو مقياس عدم املساواة األكرث شيوعا. وأيضا يقدم عددا من الطرق البديلة ألنها توفر وسيلة لتطوير فهم أكرث دقة لتوزيع الدخل. ومقاييس عدم املساواة يف الدخل مثل النسب العشريية ومؤرش عدم االنتظام العام ومؤرش أتكينسون الذي يوفر القدرة عىل دراسة اآلثار املرتتبة عىل عدم املساواة يف مناطق مختلفة من أطياف الدخل 15

16 وميكن من عمل تقديرات كمية أكرث وضوحا لتفاوتات مختلفة نوعيا. وظل معامل جيني هو الطريقة األكرث شيوعا لقياس عدم املساواة يف الدخل يف األدبيات االقتصادية. يقيس معامل جيني عدم املساواة بني قيم التوزيع التكراري )مثل مستويات الدخل(. فمعامل جيني صفر يعرب عن حالة املساواة الكاملة حيث كل القيم هي نفسها عندما يكون الجميع لديه نفس الدخل. وعندما تكون قيمة معامل جيني واحد فذلك يعرب عن أقىص حاالت عدم املساواة حيث مثال يكون شخص واحد فقط لديه كل الدخل أو االستهالك والباقني ليس لديهم يشء. ويسمح مؤرش أتكينسون )Atkinson( بقياس حساسية التفاوت لعدم املساواة يف أجزاء مختلفة من توزيع الدخل. وهذا أمر هام ملؤرش أتكينسون الذي اهتم بعدم قدرة إطار جيني عىل إعطاء األجزاء املختلفة من أطياف الدخل أوزانا متفاوتة. وقد أشار أتكينسون يف نصه املؤثر "اقتصاديات عدم املساواة" بأن عدم املساواة "ال ميكن بشكل عام أن يقاس دون إدخال األحكام االجتامعية حيث ان املقاييس األخرى مثل معامل جيني ليست محض "إحصائية" إمنا تجسد أحكاما ضمنية حول الوزن الذي يرتافق بعدم املساواة يف نقاط مختلفة عىل مقياس الدخل". ولذلك فان مقياس أتكينسون يتضمن معامل حساسية ) 4 ( والتي ميكن أن ترتاوح بني صفر )0( )ويعني أن الباحث غري مهتم بطبيعة توزيع الدخل( إىل ما ال نهاية )حيث يكون الباحث مهتم فقط بحالة الدخل ألدىن املجموعات دخال(. ويدافع أتكينسون بأن هذا املؤرش كان طريقة إلدماج مفهوم راولز )Rawls( للعدالة االجتامعية يف قياس عدم املساواة يف الدخل. أيضا خاصية مفيدة أخرى ملقياس GE هي أنه قابل للتحليل مبعنى أنه ميكن تقسيمه إىل أجزاء )أي مجموعات فرعية من السكان(. وهذا يتيح تحليل التأثري بني وداخل أو ضمن منطقة التأثري. وقد استخدم مؤرش GE لحد كبري يف األدبيات حول التأثريات الصحية للتفاوت يف الدخل. واألدبيات حول قياس عدم املساواة يف الدخل أيضا تشمل مقياسني مرتبطني ارتباطا وثيقا مبؤرش GE وبشكل أكرث تحديدا فان متوسط سجل االنحراف لقياس الدخل يعادل وظيفيا مؤرش GE0 ومقياس عدم االنتظام العام ل )Theil( وهو يعادل مؤرش.GE2 بقي عدم املساواة يف االردن منخفضا يظهر األردن مقاييس تفاوت منخفضة نوعا ما باملقارنة مع بلدان أخرى مامثلة يف دخل الفرد من الناتج املحيل اإلجاميل. عدم املساواة يف األردن حسب مقياس نصيب الفرد من اإلنفاق بناء عىل مسح دخل ونفقات االرسة بلغ باستخدام معامل جيني 33.7 يف املئة يف عام وهذا مامثل يف املستوى ملا هو يف الدول األوروبية األعضاء يف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية.)OECD( فهو أدىن بكثري من عدم املساواة يف الدخل يف الواليات املتحدة واململكة املتحدة )والذي هو حوايل 40( وهو باملثل أيضا أدىن من عدم املساواة يف معظم البلدان القريبة من األردن يف حصة الفرد من الناتج املحيل اإلجاميل أي دول الدخل املتوسط األعىل مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا وتايالند يف عام 10 حصة للفرد من الناتج املحيل اإلجاميل )مقاسة بحسب تعادل القوة الرشائية( تقارب مستوى الدخل يف األردن والتي كان لديها تفاوت أعىل حيث كان معامل جيني لكولومبيا % 54 وجنوب أفريقيا % 65 وتايالند % مؤرش عدم االنتظام العام Entropy( )General مامثل ملؤرش أتكينسون والذي يصنف بشكل أصح كعائلة من مقاييس عدم املساواة يف الدخل. وهو يشتمل أيضا عىل معامل الحساسية )α( التي تختلف يف الوزن نظرا للتفاوت يف أجزاء مختلفة من أطياف الدخل. ويف العادة يتم استخدام أربعة مقاييس من مؤرش عدم االنتظام العام: وهي GE1 GE0 1-GE وGE2. ومعلم α )معلم الحساسية أو 2( ميثل من خالل GEα والذي يبني حساسية التفاوت يف الجزء العلوي من توزيع الدخل. ويف املجال النظري قيم GE هي 0 إىل ما ال نهاية حيث تكون القيمة )0( هي حالة التوزيع املتساوي وأكرب من )0( متثل مستويات متزايدة من عدم املساواة. - 4 يقاس التفاوت باستخدام انفاق الفرد الحقيقي وبدون التعديل حسب فروق األسعار املكانية. - 5 املعرفة عن توزيع الدخل تعتمد عادة عىل االستنباط من مسوحات االنفاق والدخل. ومسوحات منطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا واألردن ليست قابلة للمقارنة بشكل دقيق بالنظر اىل أن بعض البلدان تقيس التفاوت بالدخل بينام تقيس اخرى التفاوت يف االستهالك/ االنفاق. بينام ال تبلغ املقارنات درجة الكامل فانه يجدر تلخيص القياسات املختلفة التي تم نرشها حتى اآلن. 16

17 الشكل 1: عدم المساواة في الا ردن منخفض وفقا للمعايري الدولية 1.1 عدم المساواة في بلدان مختارة 2.1 عدم المساواة في الا ردن (%) ملاحظة: مصر (08) والعراق (12) والا ردن (10) والمغرب (07) وتونس (10) وتركيا (11) واليمن (05). المصدر: مو شرات التنمية العالمية البنك الدولي (14). يظهر األردن قياسات تفاوت قابلة للمقارنة مع بعض دول الرشق األوسط وشامل أفريقيا. يقارن األردن ايجابيا مع الدول العربية األخرى التي يتوافر بيانات عنها )انظر الشكل 1(. وتتميز دول املنطقة بتفاوت منخفض نسبيا من خالل قيم معامل جيني حيث تراوحت بني حوايل 30 و 41 باملئة وعدم املساواة يف األردن هو يف أدىن جزء من التوزيع وأعىل فقط من العراق )قيمة جيني %30( ومرص )قيمة جيني %31( وتبقى مستويات عدم املساواة أقل بكثري من تونس واليمن )قيمة جيني %36( واملغرب )قيمة جيني %40(. وهو أيضا أقل بكثري من تركيا التي لديها أعىل نصيب للفرد من الناتج املحيل اإلجاميل وهو دوالر يف عام 13 وأقل معدل فقر هو 3 يف املئة. 6 رغم أننا ال ميكننا التأكد من التصنيف نظرا الختالف مفاهيم الرفاهية ومنهجيات املسح وعدم وجود دليل أن مستوى عدم املساواة يف األردن هو أعىل منه يف بلدان أخرى يف املنطقة. - 6 مؤرشات التنمية العاملية باستخدام تعادل القوة الرشائية لنصيب الفرد من الناتج املحيل االجاميل وخط الفقر الوطني لعام

18 جدول 1: قياسات مختلفة للتفاوت في الدخل باستخدام مسح دخل ونفقات الاسرة لعام P P90/P10 P90/P50 P10/P50 P75/P25 GE0 ملاحظة: ان معاملات الانكامش المكانية هي مو شرات الا سعار المكانية المقلصة للنفقات والدخل لتجعل كل محافظة قابلة للمقارنة مع متوسط مستوى المعيشة في البلاد (انظر الا طار 1). المصدر: مسح دخل ونفقات الاسرة لعام 10. تأرجح عدم املساواة يف األردن عىل مدى العقود املاضية ولكن بقي يف مستويات منخفضة منذ عام 06. تحسن مؤرش عدم املساواة يف األردن قليال يف اآلونة األخرية من خالل مؤرش معامل جيني والذي كان أقل من 34 يف املئة يف آخر 3 جوالت حسب بيانات مسح دخل ونفقات االرسة املتاحة لالعوام )06 و 08 و 10 (. لكن االنخفاض يف عدم املساواة مل يكن أمرا سهال مع تقديرات زادت عن %36 يف الفرتة من 1987 و 03 والتي شهدت فيها مستويات عدم املساواة بعض االرتفاع يف التسعينات وبدايات األلفية الجديدة حيث ارتفع معامل جيني فوق 43 يف املئة يف عام 1992 و 39 يف املئة يف عام 03 )انظر الشكل 2(. بينام ال تسمح لنا البيانات باستخالص أي استنتاجات حول تأثري األزمة السورية - أحدث جولة من البيانات املتاحة هي من مسح دخل وانفاق االرسة لعام 10- وميكننا أن نرى من الشكل 2 بأنه منذ عام 03 بقي مستوى عدم املساواة يف األردن مرن جدا مع هبوط وارتفاع االقتصاد يف املنطقة. - 7 االستهالك هو االنفاق عىل كافة السلع والخدمات لالستهالك الجاري مبا فيه الكحول والتبغ اجاميل الدخل املتاح هو املال املتأيت من العمل واالستثامر وتحويالت الحكومة وتحويالت ما بني أعضاء االرسة من املال. والدخل قبل التحويالت االجتامعية هو مجموع الدخل املتاح ناقص تحويالت الحكومة. 18

19 الشكل 2: حصة التحويلات الاجتامعية من إجاملي الدخل حسب الشراي ح للا سرة. ملاحظة: يتم الحصول على حصة التحويلات الاجتامعية من إجاملي الدخل من خلال تقسيم مقدار الدخل الوارد من التحويلات الاجتامعية على مجموع الدخل الوارد المصدر: مسح دخل وانفاق الاسرة لعام 10. مؤرش عدم املساواة يكون أعىل عند قياسه باستخدام الدخل من قياسه باستخدام االستهالك. وتبقى النتيجة صحيحة سواء استخدم املرء قياسات النسب العرشية أو معامل جيني أو تصنيف عدم االنتظام العام أو مؤرش أتكينسون. 9 ولغرض قياس مدى تأثري عدم املساواة يف األردن وتقديم استنتاجات قوية يقدم الجدول 1 نتائج تفصيلية للتفاوت عىل أساس اإلنفاق والدخل قبل وبعد عمليات التحويالت النقدية مع األخذ وبدون األخذ بفروق األسعار املكانية. وكام هو متوقع فان عدم املساواة يف الدخل باستخدام إجاميل الدخل املتاح ومقياس جيني هو أعىل ب 7 نقاط مئوية من عدم املساواة مقاسا باإلنفاق. وهذا يتفق مع معظم البحوث الحديثة مام يدل عىل أن عدم املساواة يف االستهالك هو أقل من عدم املساواة يف الدخل )هيثكوت وآخرون 10(. ويرجع ذلك بشكل خاص إىل حقيقة أن العرش األعىل يكسب نسبيا أكرث مام ميكنه أن ينفق يف املتوسط: نسبة P10/P90 والتي تكون أكرب بكثري عند قياسها بالدخل بدال من قياسها باالنفاق والتي تقدر ب 5 مقابل 4 يف املئة وهذا يعني أن الشخص يف العرش األعىل يكسب 5 مرات أكرث من الشخص يف العرش األدىن بينام الشخص يف العرش األعىل ينفق 4 مرات أكرث من الشخص يف العرش األدىن. - 9 انظر النقاش يف القسم 1 حول قياسات مؤرش جيني وعدم االنتظام العام وتصنيف اتكنسون للتفاوت. إضافة اىل ذلك فإن التحويالت االجتامعية تحد من عدم املساواة يف الدخل بخفض مؤرش عدم املساواة يف الدخل بنسبة 4 نقاط مئوية. بينام يكون عدم املساواة يف الدخل مقاسا بإجاميل الدخل املتاح حوايل %40 فإنه سيكون حوايل %45 بدون التحويالت االجتامعية. وهكذا ت خفض برامج الحامية االجتامعية عدم املساواة بنسبة 5 نقاط مئوية أو 10 يف املئة. والتحويالت االجتامعية لها تأثري قليل عىل الجزء املتوسط العلوي من توزيع الدخل )نسب P75/P25 و P50/P90 إىل حد كبري تبقى دون تغيري( ولكن هذه التحويالت لها تأثري كبري عىل عدم املساواة بني األجزاء املتطرفة للتوزيع: تقفز نسبة P50/P90 من 5 إىل 7 يف املئة يف غياب التحويالت الحكومية وهذا يعني أن األرس الغنية ستكسب 7 مرات أكرث من األرسة الفقرية قبل التحويالت. لكن تحويالت الحامية االجتامعية ال تكون بشكل كامل مستهدفة لألفقر )انظر الشكل 2(. فالرشائح الدنيا والعلوية تتلقى تقريبا نفس الحصة من إجاميل دخلها من تحويالت الحامية االجتامعية. ونظرا للفرق يف نصيب الفرد من الدخل بني هاتني الرشيحتني املتقابلتني فهذا يعني أن الرشيحة األغنى تتلقى نقودا حوايل 10 مرات أكرث من الرعاية االجتامعية للفرد الواحد من الرشيحة األفقر. وال تسمح البيانات بتقسيم الحامية االجتامعية حسب فئة التحويالت االجتامعية خاصة بني املساعدة االجتامعية )املوجهة للفقراء( والضامن االجتامعي )غري املوجه ويشمل يف معظمه معاشات تقاعد(. 19

20 وبالنظر إىل أن أعىل رشيحة لديها حصة أكرب بكثري من املتقاعدين من الرشائح األخرى حيث ميكننا أن نفرتض أن الحصة األكرب - واملبلغ األكرب من األموال املحولة إىل الرشيحة األغنى يزيد إىل حد كبري من خالل تحويالت املعاشات )التقاعد(. االطار 2: الفجوات يف مؤرشات جيني املنشورة وبينام يتم نرش جميع تقديرات عدم املساواة يف األردن من خالل قواعد بيانات مسح دخل وانفاق االرسة فان قياسات عدم املساواة قد تختلف جذريا من نرش اىل نرش. والتناقضات بني مؤرشات جيني املنشورة تنبع من خيارات للمنهجية: )1( اختيار مقياس الرفاه )2( اختيار منهجية لتجميع الدخل أو االستهالك )3( وهل ستأخذ البيانات بالحسبان اختالفات األسعار املكانية أم ال. أوال استخدام بيانات الدخل بدال من بيانات اإلنفاق سيؤدي لتقديرات مختلفة جدا للتفاوت. فاألرس ذات الدخل األعىل متيل لتكون أمناط إنفاقها أقل من ثرواتها الفعلية وهذا يخفض تقديرات عدم املساواة عىل أساس اإلنفاق. ثانيا ان اختيار سلع البقاءها يف اجاميل الدخل أو اجاميل االنفاق ميكن أن يؤدي إىل تقديرات مختلفة. وبينام تستخدم بعض املنشورات قياسات اإلنفاق االجاميل التي تشمل الكحول والتبغ فان دائرة االحصاءات العامة تنرش مؤرشات جيني باستثناء الكحول والتبغ. ثالثا ان مؤرشات األسعار املكانية تعدل مؤرشات الرثوة بحيث تكون كلها منسوبة ملستويات متوسط السعر يف البالد. وبالتايل من خالل بناءها يكون لها تأثري مقاربة وتخفض معظم قياسات عدم املساواة.املصدر: شحاتيت )06( دائرة اإلحصاءات العامة والبنك الدويل )14(. وكام هو متوقع فان عدم املساواة الذي يقاس مع معامل االنكامش املكاين )deflator( يكون دوما أقل من املقاس بدونه. كام ذكر سابقا يف اإلطار 1 فان مؤرشات األسعار املكانية تقيس الفرق يف األسعار بني املحافظات وتعدلها. وبرتكيبته فان الدخل واالستهالك يتقاربان وعدم املساواة عىل األرجح ينخفض. ويف جميع الحاالت الثالث: فان اإلنفاق والدخل املتاح والدخل بدون التحويالت االجتامعية ومعامل جيني ينخفض بنسبة نقطة مئوية واحدة. فعىل سبيل املثال تنخفض قيمة جيني املقاسة من خالل حصة انفاق الفرد من 33 7 اىل 32 9 باملئة. وباملقابل ال يكون ملؤرشات األسعار املكانية تأثري عىل النسب العشريية ألن مقياس الرثوة لكل من األرس الغنية والفقرية يتم تعديله بنفس املعامل ذاته لجميع الذين يعيشون يف نفس املحافظة. جدول 2: تقديرات جيني المختلفة (14 XX (06

21 ولكن يبقى عدم املساواة اإلقليمي مهام الفجوة بني الريف والحرض منخفضة للوهلة االوىل تبدو الفجوة بني الحرض والريف يف األردن محدودة. إن معدل انفاق الفرد يف املناطق الحرضية هو أعىل ب 27 من متوسط الدخل يف املناطق الريفية )انظر الجدول 2(. ونتيجة لذلك فإن لسكان الحرض حصة أكرب قليال من إجاميل اإلنفاق يف البالد من حصتهم كسكان وهي 85.7 يف املئة مقابل 82.6 يف املئة. أي أن عدم املساواة يف املناطق الحرضية هو أكرب منه يف املناطق الريفية: %33.6 مقابل %27. وباستخدام القياس البديل للتفاوت وبالتحديد عدم االنتظام العام GE0 وGE1 أو مؤرش ثيل - يظهر أمناطا مامثلة: عدم املساواة هو أعىل بكثري يف املناطق الحرضية مام هو عليه يف املناطق الريفية وخاصة عند إعطاء مزيد من الوزن للجزء األدىن من التوزيع.)GE0( 10 وهذا يتفق مع األدلة الدولية حول عدم املساواة بني املناطق الحرضية والريفية حيث يكون سكان املناطق الحرضية لديهم مستويات أعىل من عدم املساواة أكرث مام هو بني األرس الريفية. الجدول 3: تقسيم الحضر والريف (GE (Index (GE0 المصدر: مسح دخل وانفاق الاسرة لعام انظر النقاش يف القسم 1 حول مؤرش جيني مقاييس عدم االنتظام العام وتصنيف أتكينسون للتفاوت. 21

22 تساهم الفجوة بني الحرض والريف أيضا بشكل ضعيف بقيمة عدم املساواة الكلية. ان عدم املساواة غالبا يتم تحليله بحسب مجموعات السكان لتقييم املساهمة يف اجاميل عدم املساواة داخل وبني املجموعات عىل سبيل املثال داخل وبني األفراد يف املناطق الحرضية والريفية وألن معامل جيني ال ميكن أن يتم تحليله اىل عدم املساواة "داخل" و "بني" املجموعات فإنه ينم الرتكيز عىل مؤرشات عدم االنتظام العام القابل للتحليل. ويبني الجدول 2 أن من أصل قيمة معامل GE0 )لكل االردن( %17.5 فإن 0.4 نقطة )أو حوايل %2.1( ت فرس من خالل الفرق يف متوسط اإلنفاق بني املناطق الحرضية والريفية والذي هو منخفض جدا. وكذلك يبني الشكل 2 عدم املساواة بني املحافظات هو أعىل بشكل ملحوظ عامن هي أكرث املحافظات تفاوتا مع معامل جيني %36.8. ورمبا يفرس ذلك بالنسبة الكبرية من سكان املناطق الحرضية )94 يف املئة( والتي لديها مستويات مختلفة من التعليم واملهارات واألصول مام يؤدي إىل مستويات أعىل من عدم املساواة. وتتبعها املحافظات التي بها متوسط دخل أعىل: البلقاء والكرك واربد والزرقاء ومادبا وبها مستويات أعىل من نصيب الفرد من اإلنفاق ومستويات أعىل من عدم املساواة تزيد عن 27 يف املئة. واملحافظات التي لديها متوسط دخل منخفض - معان واملفرق وعجلون والعقبة والطفيلة مثلت أيضا مستويات منخفضة من عدم املساواة بني 23 و 27 يف املئة. الشكل 3: حصة سكان الحضر والريف حسب شراي ح الا نفاق ملاحظة: تقلص إنفاق الفرد بفعل مو شرات الا سعار المكانية. المصدر: مسح دخل وانفاق الا سرة لعامي 08 و 10. بأن نصيب األرس يف املناطق الحرضية والريفية هو متجانس متاما عرب الرشائح الخمس لتوزيع اإلنفاق حيث كان يف العام 10 حوايل %17 من السكان يف املناطق الريفية وكان %21 من الرشيحتني األدىن يعيشون يف املناطق الريفية و %10 من الرشيحة العليا يعيشون يف الريف. وباملقارنة مع عام 08 فان توزيع الدخل بني املناطق الحرضية والريفية أصبح أكرث تساويا حيث كان يف عام %27 08 من الرشيحة الدنيا و 8 % من الرشيحة العليا يعيشون يف املناطق الريفية والتي تظهر فروقا أوسع من العام 10. واالستثناء الوحيد لهذه الصورة هو محافظة جرش حيث متوسط الدخل مرتفع نسبيا وعدم املساواة هو أدىن من معدل البالد عند 22.4 يف املئة. والنتائج والرتتيب ليست حساسة الختيار مقياس عدم املساواة أي معامل جيني أو ثيل أو GE0 )انظر الجدول 4(. وتتوافق هذه النتائج مع التصنيف الوارد من دائرة االحصاءات العامة )13( باستخدام رشائح الرثوة التي تم عملها يف مسح السكان والصحة األرسية عام

23 جدول 4: مقاييس عدم المساواة حسب المحافظة (GE1) (GE0) (%) المصدر: مسح دخل ونفقات الاسرة 10. عدم املساواة بني املحافظات هو أعىل بشكل ملحوظ من عدم املساواة بني املناطق الحرضية والريفية. مرة أخرى ألن معامل جيني ال ميكنه تحليله اىل تفاوت "داخل" و"بني" املجموعات فإننا نركز عىل مؤرشات تصنيف عدم االنتظام العام. ويبني الجدول 4 بأن مجموع معامل )كل األردن( GE0 البالغ 17.5 يف املئة فإن 1.5 نقطة )أو حوايل 8.6 يف املئة( يتم تفسريها من خالل الفرق يف متوسط اإلنفاق بني املحافظات. وهذا هو أكرب بكثري من اسهام التقسيم الحرضي / الريفي يف عدم املساواة الكيل والذي كان حوايل 2 يف املئة. وهذه النتائج متوافقة مع شحاتيت )06( الذي يرى أن عدم املساواة اإلقليمي شكل جزءا كبريا من عدم املساواة الكيل يف األردن. ال توجد عالقة خاصة بني مستويات عدم املساواة يف املحافظات ومعدالت التحرض: فاملحافظات األكرث تحرضا ال تظهر تقديرات لقيم جيني أعىل بكثري. ومع ذلك يبدو أن هناك ارتباط ضعيف بني مستويات الدخل ومعامل جيني: فاملحافظات ذات الدخل املرتفع للفرد عادة تظهر مستويات أعىل من عدم املساواة: عامن والكرك لديها أعىل متوسط دخل للفرد وأكرب تقديرات جيني يف حني أن عجلون والطفيلة لديها أقل نصيب للفرد من الدخل وقياسات تفاوت )غري مبينة(. 23

24 الشكل 4: عدم المساواة الا قليمي (معامل جيني (%)) المصدر: مسح دخل ونفقات الاسرة لعام 10. سكان البادية واملخيامت هم من بني األكرث ضعفا بينام كال الطرفني هم فقراء بشكل غري متناسب فان سكان املخيامت يواجهون أوضاعا مختلفة جدا فيام يتعلق بعدم املساواة. لسوء الحظ فإن أيا من مسوحات دخل وانفاق االرسة ال تنظر يف عدم املساواة املكاين داخل مجتمعات البادية و/ أو املخيامت. ومع ذلك فان املسح األخري للصحة والسكان )12( يقسم إحصاءاته عرب سكان البادية واملخيامت. وكال املجموعتني ممثلتني بشكل غري متناسب بني الرشائح األدىن من توزيع الدخل حيث يقع سبعة من بني كل عرشة من سكان البادية أو املخيم يف أدىن رشيحتني من توزيع الرثوة. أما فيام بينهم فان سكان البادية هم أقل تفاوت من سكان غري البادية ولكن سكان املخيامت هم متفاوتون متاما كام يتفاوت السكان املقيمني خارج املخيامت. الرجال األقل تعليام ممن هم يف مقتبل العمر ويعملون ولديهم عائالت كبرية هم األسوأ حاال الجندر والحالة االجتامعية هناك فجوة تفاوت عكسية بني األرس التي يرأسها رجال والتي ترأسها نساء )انظر الشكل 1.5(. الرشائح الدنيا من توزيع الدخل لديها النسبة األكرب من األرس التي يرأسها الذكور )90 يف املئة(. باملقابل تظهر الرشائح األغنى نسبا أكرب من األرس التي ترأسها إناث: 13 و 23 % عىل التوايل للرشيحة الرابعة والعليا. وهذه الفجوة العكسية يف عدم املساواة ميكن تفسريها من حقيقة أن األرس األغنى لديها نسبة أكرب من أفراد األرسة األكرب سنا وهذا يرتبط بنسبة أعىل من األرامل. ويظهر الشكل 2.5 بأن الرشيحة العليا لديها 2.5 ضعف من عدد األرامل الذكور واالناث أكرث من الرشيحة الدنيا. 24

25 الشكل 5: عدم المساواة بحسب الجندر والحالة الاجتامعية لرب الا سرة 1.5 حسب الجندر 2.5 حسب الحالة الاجتامعية المصدر: مسح دخل ونفقات الاسرة لعام 10. التعليم التعليم والدخل يظهران العالقة النموذجية: الرشائح األفقر فيها أرباب ارس أقل تعليام )انظر الشكل 6(. %80 من أرباب األرس يف الرشيحة األفقر ممن أكملوا الدراسة االبتدائية. وهذا هو تقريبا ضعف املعدل يف فئة الدخل األعىل )%48(. وبشكل خاص فان أرباب األرس املتعلمني أي األشخاص الحاصلني عىل الدرجة فوق الثانوية متواجدين أكرث يف الرشيحة ذات الدخل األعىل حيث %38 من أرباب األرس لديهم نوعا من الشهادات الجامعية. وهذا يقارب 5 أضعاف ما هو يف أدىن رشيحة دخل. وبينام يستحيل استخالص أي صلة سببية بني التعليم والدخل فان الشكل 6 يبني بوضوح أن التعليم يرتبط ارتباطا وثيقا بعدم املساواة يف الدخل. الشكل 6: عدم المساواة بحسب تعليم رب الا سرة المصدر: مسح دخل وانفاق الاسرة لعام

26 النشاط االقتصادي والعمر ان أرباب األرس يف مقتبل العمر الداخلني يف سوق العمل متواجدين بشكل غري متناسب يف الجزء األدىن من توزيع الدخل )انظر الشكل 7(. يشارك %71 من أرباب األرس يف الرشيحة الدنيا يف سوق العمل حيث %61 يعملون و %10 يبحثون عن عمل. باملقابل أكرث من نصف رشيحة الدخل العليا هم خارج القوى العاملة )%56(. لكن التطور يف العالقة بيم النشاط اإلقتصادي والعمر ليس خطيا حيث تشمل رشيحتي الدخل الثانية والثالثة نسبة أكرب من أرباب األرس العاملني يف سوق العمل )76 و %71 عىل التوايل(. وباملثل سجلت فئات الدخل العليا أكرب نسبة من أرباب األرس اللذين تزيد أعامرهم عن 65 عام بحوايل الثلث. وباملقارنة فان هذه النسبة تنخفض ألقل من %10 لرشيحتي الدخل الدنيا. وتشري هذه النتائج إىل أن الطبقة الوسطى هي األكرث انخراطا يف األنشطة االقتصادية بينام الطبقة العليا لديها نسبة كبرية من املتقاعدين. تكوين األرسة األرس األكرب حجام متواجدة أكرث يف الرشيحة الدنيا من الدخل )انظر الشكل 8(. أكرث من ثلثي األرس يف الرشيحة ذات الدخل األدىن لديها ثالثة أطفال أو أكرث. وهناك انحدار حاد يف عدد األطفال يف رشائح الدخل حيث ينخفض العدد مع االنتقال اىل رشائح الدخل املرتفعة الدخل. وتنخفض حصة دخل األرسة التي لديها أكرث من ثالثة أطفال بنسبة %15 وصوال اىل %8 يف الرشيحة العليا. وهذه الرشيحة األخرية يف الواقع تتكون أساسا من أرس ليس لديها أطفال )أكرث من الثلثني( وهذا يتطابق مع حقيقة أن هناك نسبة كبرية من األرس لديها متقاعدين ممن ليس لديهم أي أطفال لرعايتهم. وكام أن جميع أرباب األرس تقريبا كانوا متزوجني كان جميع أرباب األرس تقريبا لديهم اثنني عىل األقل من البالغني لرعاية أطفالهم وبالتايل فإنه متييز بسيط بحسب عدد األطفال فقط وليس بحسب عدد البالغني. الشكل 7: عدم المساواة حسب نوع النشاط والفي ة العمرية لرب الا سرة 1 7 حسب النشاط 2 7 حسب الفي ة العمرية المصدر: مسح دخل وانفاق الاسرة لعام

27 الشكل 8: عدم المساواة حسب تكوين الاسرة المصدر: مسح دخل ونفقات الاسرة لعام الحصول عىل الخدمات ان الوصول للسلع والخدمات األساسية مثل املياه النظيفة والتعليم األسايس والخدمات الصحية والحد األدىن من التغذية وحقوق املواطنة هو خطوة مهمة نحو العدالة واإلنصاف. إن توسيع فرص الحصول عىل هذه السلع والخدمات بقي لفرتة طويلة قضية مركزية يف تحليل التنمية االقتصادية ويف نقاشات السياسة العامة مبا فيها مبادرة األهداف اإلمنائية لأللفية. إن فرصة الشعب ملتابعة الحياة التي يختارها تنطوي عىل فرصة الحصول عىل السلع والخدمات الرئيسية والتي تشكل استثامرات رأس املال البرشي التي تعمل عىل توسيع قدرات وخيارات كل فرد. وغالبا ما يتم تضمني هدف توفري الحصول الشامل عىل جميع السلع والخدمات األساسية يف خطط التنمية الوطنية والدساتري الوطنية واالتفاقيات الدولية مثل اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان. تقريبا تغطية شاملة للخدمات األساسية حقق األردن تغطية شاملة تقريبا وتوافرا جيدا لخدمات املياه بدون متييز بني مكان اإلقامة ورشيحة الدخل. الوصول إىل مصدر محسن للمياه هو شامل يف األردن: %96 من السكان مرتبطني بشبكة املياه العامة و %90 من االرس تقر بأن لديها توافر اسبوعي للمياه بغض النظر عن مكان اإلقامة أو رشيحة الدخل. 11 وعالوة عىل ذلك فان خصائص الظروف املعيشية موزعة بالتساوي متاما عرب أماكن السكن ورشائح الدخل. تشري بيانات مسح السكان والصحة األرسية أن جميع األرس تقريبا يف األردن لديها غرفة منفصلة تستخدم كمطبخ )%99( وحامم منفصل )%99(. اضافة إىل أن جميع األرس تقريبا تستخدم الغاز الطبيعي ألغراض الطهي بغض النظر عن مكان اإلقامة والكهرباء تصل إىل جميع املساكن. وباملقابل يختلف الوصول إىل مرافق الرصف الصحي عرب رشائح الدخل مع وصول أقل اىل شبكة الرصف الصحي ملن هم يف الرشيحة األفقر )انظر الشكل 9(. أما الحصول عىل املياه اآلمنه والرصف الصحي هي من أفضل محددات الصحة ورمبا تعزز عدم املساواة يف الدخل حيث قد تواجه األرس األفقر نتائج صحية أسوأ من العائالت األفضل حاال. والفرق يف الحصول عىل الرصف الصحي يرجع بشكل كبري اىل الفرق بني سكان الحرض والريف: بينام هناك %2 فقط من سكان الريف و %70 من سكان املناطق الحرضية متصلون بنظام الرصف الصحي. والفرق هو أقل اقناعا عند النظر للوصول إىل املراحيض حيث يتشابه بذلك سكان املناطق الحرضية والريفية مسح دخل ونفقات االرسة لعام